مكان

القسطل

مكان
القَسْطَل
اللواء
القدس
المحافظة
القدس
متوسط الارتفاع
790 م
المسافة من القدس
8 كم
تعداد السكان
السنة عرب المجموع
1931 59
1944/45 90
ملكية الأرض (1944/45) بالدونم
السنة عرب يهود عام المجموع
1944/45 1415 7 24 1446
إستخدام الأرض (1944/45) بالدونم
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
المناطق غير صالحة للزراعة والمبنية (المجموع)
الإستخدام عرب يهود عام المجموع
غير صالحة للزراعة 1199 7 24 1230
البناء 5
1204 7 24 1235 (85%)
مزروعة/صالحة للزراعة (المجموع)
الإستخدام عرب المجموع
حبوب 42 42
الأراضي المزروعة والمروية 169 169
211 (15%)
عدد المنازل (1931)
14

كانت القرية تنتصب على قمة تل مرتفع مكوَّر يطلّ على مساحات شاسعة من الجهات الأربع. وكانت تشرف من الشمال والشمال الشرقي على طريق القدس - يافا العام، الذي تربطها به طريق فرعية. وموقعها هذا، المشرف على الطريق العام، منحها أهمية استراتيجية. ولقد اشتق اسم القرية من كلمة 'كستلّوم' (castellum) اللاتينية، التي كانت تشير إلى القلعة الرومانية القائمة في الموقع، والتي رُمِّمت أو أُعيد بناؤها في العهد الصليبي ليطلق عليها اسم بلفير دي كرواز (Belveer des Croises) . في أواخر القرن التاسع عشر، كانت القسطل قائمة على قمة تل صخري، يحفّ بها شرقاً عدد من الينابيع . وقد صنَّف 'معجم فلسطين الجغرافي المفهرَس' (Palestine Index Gazetteer)، الذي وضعته حكومة الانتداب البريطاني، القسطل مزرعةً. وكان شكل القرية العام أشبه بنصف الدائرة، وكانت منازلها حجرية في معظمها. وقد امتدت الأبنية الأحدث عهداً على طول المنحدرات الشرقية لتلتف حول تل القسطل. وكان لسكان القرية، ومعظمهم من المسلمين، مقام لوليّ محلي يدعى الشيخ كركي، وذلك في الطرف الغربي من القرية. وكانوا يعتمدون على مدينة القدس المجاورة لتلبية معظم حاجاتهم، كما اعتمدوا على زراعة الحبوب البعلية والخضروات والثمار وأشجار الزيتون. وكانت أراضيهم الزراعية تتركز في شريط مستطيل يمتد إلى الجنوب الشرقي من القرية. في 1944/ 1945، كان ما مجموعه 42 دونماً مزروعاً بالحبوب، و169 دونماً مروياً أو مستخدَماً للبساتين؛ منها 50 دونماً حصة الزيتون.

وقعت القسطل في قبضة الاحتلال قبل الشروع رسمياً في عملية نحشون. ويدّعي المؤرخ الإسرائيلي بني موريس أنها كانت 'أول قرية عربية احتلتها الهاغاناه في حرب 1948، بهدف احتلالها احتلالاً دائماً'؛ وهذه دعوى مشكوك في صحتها.

هاجمت كتيبة البلماح الرابعة القرية في 3 نيسان/ أبريل واحتلتها. وكانت وحدة طليعية من المغاوير قد انقضت على القرية قبل بزوغ الفجر، ثم ما لبثت أن تلتها القوة الأساسية التي ظلت تصد الهجمات المضادة حتى الليل. وأفاد مراسل صحيفة 'نيويورك تايمز' أن المعارك استمرت في محيط القرية خلال الأيام القليلة اللاحقة، بينما تشير وثائق البلماح إلى أن الهجوم الأول لم يواجَه بأية مقاومة، وأن المدافعين عن القرية وسكانها كانوا غادروها من قبل. أمّا المؤرخ الفلسطيني عارف العارف فيقول إن خمسين رجلاً من مجاهدي القرية دافعوا عنها، ولم ينسحبوا إلاّ عند نفاذ ذخائرهم. ويؤكد تقرير ورد في صحيفة 'فلسطين' أن سكان القرية غادروها عقب هجوم في منتصف آذار/ مارس، لكنه يقول إن نفراً من رجال القرية بقي ليدافع عنها. وتقول الصحيفة إن هؤلاء الرجال خرقوا الحصار الذي فرضته قوات الهاغاناه، وانسحبوا إلى قرية مجاورة. ووفق ما جاء في صحيفة 'نيويورك تايمز' فإن المحتلين التابعين للهاغاناه سيّجوا مواقعهم بالأسلاك الشائكة، في 5 نيسان/ أبريل. وبعد يومين شرعوا في استخدام طائرات التدريب لقصف القوات الفلسطينية المحيطة بالقسطل بالقنابل. في 8 نيسان/ أبريل، استعاد المجاهدون الفلسطينيون القرية في معركة قُتل خلالها زعيمهم، قائد منطقة القدس عبد القادر الحسيني. وتشير تقارير الهاغاناه إلى أن نفراً من القادة اليهود قُتل أيضاً في أثناء الانسحاب. وقد مرّت أيام من القتال العنيف قبل الهجوم الفلسطيني المضاد، الذي شُنّ في الساعة الواحدة والدقيقة الثلاثين ظهراً تحت غطاء من القصف المدفعي ونيران الرشاشات. وكتب مراسل صحيفة 'نيويورك تايمز': 'لقد تسلقوا المنحدرات الصخرية الوعرة الشديدة الانحدار وهم يطلقون صرخات الحرب.' في الساعة الثالثة بعد الظهر، دخلت قوة مؤلفة من عدة مجموعات من المجاهدين الفلسطينيين القرية. ومع ذلك، فإن قوات البلماح ما لبثت أن استرجعتها بهجوم بدأ ليل 8- 9 نيسان/ أبريل. ولما اقتربت القوات من القرية هذه المرة فوجئت بها مقفرة؛ ذلك بأن المجاهدين الذين استردوا القسطل كانوا يشاركون في مأتم قائدهم الشهيد في مسجد الصخرة في القدس. وقد طوقت قوات البلماح القرية ببعض الآليات المدرعة منعاً لوصول التعزيزات، ثم شرعت في اقتحامها. وتزامن هذا الهجوم مع المجزرة التي وقعت في دير ياسين، التي لا تبعد أكثر من 5 كلم عن القسطل. وورد في كتاب 'تاريخ الهاغاناه': 'وعادت القسطل ثانية وإلى الأبد إلى أيدي اليهود.'

وما أن استولت قوات البلماح على القرية حتى راحت تنسف منازلها، في سابقة تكررت في كل القرى التي احتُلَّت في سياق عملية نحشون. وقد عُللت تسوية منازل القرية بالأرض بأنها تسهل حماية الموقع، وتحول دون وقوعه ثانية في يد العرب. وذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف أن القوات الصهيونية دمرت أبنية القرية كلها، بما فيها المسجد الذي يضم المقام. وتؤكد رواية لصحيفة 'نيويورك تايمز' أن مسجد القرية دُمِّر، غير أنها تشير إلى أن ذلك حدث في الشهر السابق، ليلة 16 آذار/ مارس. ونسبت الصحيفة إلى عبد القادر الحسيني، الذي استشهد دفاعاً عن القرية، قوله إن تهديم المسجد هو 'عمل شائن'، وإن المسجد 'لم يُستعمل قط إلاّ للعبادة' .

في سنة 1951، أُنشئت مستعمرة معوز تسيون على أراضي القرية. وفي وقت لاحق ضُمت إلى مستعمرة مفسيرت يروشلايم، التي أُسست في سنة 1956 على أراضي قالونيا، لتشكلا معاً ضاحية القدس المعروفة باسم مفسيرت تسيون.

يغطي المنحدرات الجنوبية والشمالية والشرقية للموقع ركام المنازل وأنقاض المصاطب الحجرية، التي كادت الأعشاب البرية تحجبها. وما زالت أنقاض القلعة القديمة قائمة على قمة الجبل. وقد أُنشئ في الموقع ملجأ تحت الأرض، جنوبي غربي القلعة. وتبدو الخنادق العسكرية شمالي القلعة وشرقيها. وتنبت أشجار الخروب والتين والزيتون على الطرفين الشمالي والغربي للموقع، بينما ينبت نبات الصبّار في طرفه الجنوبي. والموقع كله، بما في ذلك أجزاء من القلعة، أمسى مركز سياحة إسرائيلياً (أنظر الصورة).

t