جمال الحسيني
ولد جمال الحسيني في القدس. والده: محمد صالح. والدته: زليخة محمد سليم الحسيني. كان له سبعة إخوة وأختان.
كان له من زوجته الأولى، نعمتي العلمي، ابن واحد، حسن، وخمس بنات—سيرين، وملك، وجمانة، وهالة، ووجدان. وكان له من زوجته الثانية، حسناء بنت عبد العزيز الفيصل، ثلاثة أبناء—خالد، ومحمد، ونواف—، وبنتان—نوف وهيفاء. وكان له من زوجته الثالثة، ميري رابو، ابنان جلال وسري.
تلقى دراسته الابتدائيّة في القدس وتابع علومه الثانويّة في مدرسة المطران غوبات (مدرسة صهيون) في المدينة نفسها.
التحق سنة 1912 بالجامعة الأميركية في بيروت بغية دراسة الطب، لكنه عاد إلى القدس عند اندلاع الحرب العالمّية الأولى سنة 1914.
عّين جمال الحسيني، بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين، سكرتيراً لدائرة الصّحة بالقدس، ثم مساعداً لحاكم لواء نابلس.
استقال من منصبه الرسمي سنة 1920، وأنشأ مكتباً للترجمة.
انضمّ جمال الحسيني مبكراً إلى الحركة الوطنية الفلسطينية، وذلك بعد أن اختير سكرتيراً للمؤتمر العربي الفلسطيني الرابع الذي عقد في القدس سنة 1921. وظل يشارك في أمانة اللجنة التنفيذية المنبثقة عن المؤتمرات العربية الفلسطينية الخامس والسادس والسابع. كما عمل لفترة سكرتيراً للمجلس الإسلامي الأعلى .
شارك في وفد اللجنة التنفيذية العربية الذي سافر إلى لندن في آذار/ مارس 1930 للتفاوض مع ممثلي الحكومة البريطانية.
كان جمال الحسيني، بصفته أميناً لسر اللجنة التنفيذية العربية، من منظمي وخطباء المؤتمر العربي الكبير الذي عقد في نابلس في 18 أيلول/ سبتمبر 1931 احتجاجاً على ممارسات السلطات البريطانية القمعية بحق المتظاهرين ضد تسليح اليهود. كما شارك، بصفته هذه، في أعمال المؤتمر الإسلامي العام الذي عقد في القدس في كانون الأول/ ديسمبر 1931 للدفاع عن الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس ضد الأطماع الصهيونية.
كان من أعضاء اللجنة العليا لصندوق الأمة الذي تأسس في أيلول/ سبتمبر 1932، برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي، وكان هذا الصندوق نواة الشركة التي أُنشئت باسم "الشركة العربية لإنقاذ الأراضي بفلسطين".
اشترك جمال الحسيني في قيادة المظاهرة الحاشدة التي شهدتها مدينة القدس في تشرين الأول/ أكتوبر 1933 والمظاهرة التي شهدتها مدينة يافا في الشهر نفسه. اعتقلته السلطات البريطانية عقب ذلك مع عدد من الزعماء الوطنيين، ونُقل إلى سجن في عكا، ثم صدر حكم قضائي بسجنه عشرة أشهر مع الأشغال الشاقة، لكن اُفرج عنه بعد فترة قصيرة مع سائر المعتقلين المتظاهرين الذين ارتضوا الخروج من السجن بكفالة.
ترأس جمال الحسيني اللجنة التحضيرية التي كُلفت بتأسيس الحزب العربي الفلسطيني الذي أُعلن عنه رسمياً في 27 آذار 1935 واختير بالإجماع رئيساً له. وكان من ضمن أهداف هذا الحزب النضال من أجل استقلال فلسطين ورفع الانتداب عنها، والمحافظة على عروبة فلسطين ومقاومة تأسيس وطن قومي يهودي، وارتباط فلسطين بالأقطار العربية في وحدة قومية.
مثّل الحزب العربي الفلسطيني في اللجنة العربيّة العليا التي تشكّلت برئاسة الحاج أمين الحسيني، في 25 نيسان/ أبريل 1936، بعد اندلاع الإضراب العام.
ترّأس جمال الحسيني وفد اللجنة العربية العليا الذي سافر إلى لندن بمهمة إعلامية في حزيران/ يونيو 1936، وأدلى بشهادته أمام لجنة التحقيق الملكية البريطانية "لجنة بيل" (Peel).
شارك في المؤتمر القومي العربي الذي عقد في بلدة بلودان السورية في أيلول/ سبتمبر 1937 وأعلن رفض ومقاومة مشروع تقسيم فلسطين الذي اقترحته "لجنة بيل".
لجأ جمال الحسيني سراً في خريف 1937 إلى لبنان، بعد أن قررت السلطات البريطانية اعتقال أعضاء اللجنة العربية العليا.
انتدبه الحاج أمين الحسيني لرئاسة الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر المائدة المستديرة في لندن في شباط/ فبراير 1939، وألقى بيان الوفد الذي تضمن الدعوة إلى الاعتراف بحق العرب في استقلال بلادهم التام، وإنهاء المحاولة بشأن تأسيس الوطن القومي اليهودي في فلسطين، ووقف الهجرة اليهودية وبيع الأراضي لليهود وقفاً تاماً، وإلغاء الانتداب واستبداله بمعاهدة شبيهة بالمعاهدة المعقودة بين بريطانيا والعراق.
انتقل جمال الحسيني من لبنان إلى العراق عند اندلاع الحرب العالمية الثانية. لكنه لجأ، سنة 1941، إلى إيران بعد إخفاق الحركة الثورية المناهضة لبريطانيا التي قادها رشيد عالي الكيلاني.
اعتقلته السلطات البريطانيّة في إيران وزجت به في معتقل الأهواز ثم نقلته إلى معتقل في روديسيا حيث أمضى أربعة أعوام. ولم تسمح له هذه السلطات بالعودة إلى فلسطين سوى في مطلع سنة 1946، حيث استقبل استقبالاً شعبياً حافلاً .
استأنف جمال الحسيني نشاطه السياسي على رأس الحزب العربي الفلسطيني، وترأس منظمة "الفتوة" التي ضمّت عدداً كبيراً من الشباب بصفتها امتداداً للحزب. وكان أحد ممثلي العرب الذين أدلوا بشهاداتهم، في آذار/ مارس 1946، أمام لجنة التحقيق الأنغلو- أميركية التي قدمت إلى فلسطين.
اختير جمال الحسيني نائباً لرئيس الهيئة العربيّة العليا في غياب الحاج أمين الحسيني، وهي الهيئة التي تشكّلت بقرار من جامعة الدول العربية، في 12 حزيران 1946 لتخلف اللجنة العربية العليا.
ترأس، في نهاية كانون الثاني/ يناير 1947، الوفد الفلسطيني إلى الدورة الثانية من مؤتمر لندن الذي عقدته الحكومة البريطانية لبحث قضية فلسطين بناء على طلب الحكومات العربية، وألقى فيه كلمة حذّر فيها من مخاطر قيام دولة يهودية في فلسطين على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
كان جمال الحسيني عضواً في الوفد الفلسطيني الذي ترأسه الحاج أمين الحسيني وشارك في القاهرة، في شباط 1947، في نقاش المسألة الفلسطينية خلال اجتماع اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية.
اشترك جمال الحسيني في حكومة عموم فلسطين التي تشكّلت في غزة، في أيلول 1948، برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي، ومثّل فلسطين في المحافل الدولية وبخاصة في هيئة الأمم المتحدة.
غادر فلسطين بعد النكبة إلى السعودية، حيث عيّن مستشاراً للملك سعود، وعمل في التجارة.
جمال الحسيني قويّ الشخصّية صلب العود مقرّب من الحاج أمين الحسيني، وإن لم يكن دوماً على وفاق معه. يحسن الكلام والخطابة، ويُعتبر قطباً من أقطاب السياسة العربية في فلسطين في أثناء عهد الانتداب البريطاني.
توفي جمال الحسيني في الرياض ودفن فيها. منحته منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1990 وسام القدس للثقافة والفنون والآداب.
من آثاره:
كانت له مساهمات في مجال الأدب، إذ ألّف روايتين هما:
"على سكة الحجاز". القدس: المطبعة الصناعية، 1932.
"ثريّا". القدس: مطبعة دار الأيتام، 1934.
المصادر:
الحوت، بيان نويهض. "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917- 1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.
دروزة، محمد عزة. "مذكرات محمد عزة دروزة: سجل حافل بمسيرة الحركة العربية والقضية الفلسطينية خلال قرن من الزمن" (خمسة مجلدات). بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993.
شاهين، أحمد عمر. "موسوعة كتّاب فلسطين في القرن العشرين" (الجزء الأول). دمشق: المركز القومي للدراسات والتوثيق، 1992.
صالح، جهاد أحمد. "الرواد المقدسيّون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين" (الجزء الثاني). ط 2. رام الله: الاتحاد العام لكتاب والأدباء الفلسطينيين، 2011.
عطيّه، علي سعود. "الحزب العربي الفلسطيني وحزب الدفاع الوطني 1934- 1937". القدس: جمعية الدراسات العربية، 1985.
لوباني، حسين علي. "معجم أعلام فلسطين في العلوم والفنون والآداب". بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 2012.
"الموسوعة الفلسطينية"، القسم العام، المجلد الثاني. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.
"من هو؟: رجالات فلسطين 1945- 1946". ط 2. عمّان: مؤسسة التعاون، 1999.
Abdul Hadi, Mahdi, ed. Palestinian Personalities: a Biographic Dictionary. 2nd ed., rev. and updated. Jerusalem: Passia Publication, 2006.