عملية حيرام

عملية حيرام

العملية عسكرية
عملية حيرام
تاريخ البدء
28 تشرين الأول 1948
تاريخ الانتهاء
31 تشرين الأول 1948
وحدة (وحدات) صهيونية
لواء غفعاتي
لواء عوديد
لواء شيفع
لواء كرملي
لواء غولاني
وحدة (وحدات) عربية

شنّت القوات الإسرائيلية هجوماً شاملاً، سمّته عملية حيرام، بعد الوقف الثاني لإطلاق النار في الحرب، في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، مستخدمة وحدات مستمَدَّة من أربعة ألوية (شيفع، كرملي، غولاني، عوديد). واستناداً الى صحيفة "نيويورك تايمز"، كان الهدف من هذه الحملة، التي استمرت ستين ساعة، "إزالة الجيب الذي كان العرب يحتلونه، والذي يمتد من الحدود اللبنانية إلى الجليل...". وكان هذا آخر جيب للمقاومة العربية في الجليل. وفي غصون ثلاثة أيام تم احتلال الجليل الأعلى بأكمله، وطُرد السكان أو فروا مذعورين. وفي بعض القرى التي تم الاستيلاء عليها خلال العملية، جرى إخلاء سكانها فوراً، وفي بعضها الآخر طُرد السكان في الأسابيع اللاحقة بحجة "تطهير" الحدود. ولم يبق في الجليل الأعلى سوى قلة قليلة من التجمعات السكانية. وجاءت النتيجة مطابقة تماماً لما قاله رئيس الحكومة دافيد بن غوريون، أمام مجلس الوزراء قبل ذلك التاريخ بشهر واحد. ففي تاريخ 26 أيلول/ سبتمبر تكهّن بن – غوريون بأنه في حال نشوب القتال مجدداً في شمال فلسطين، فسيصبح الجليل "نظيفاً" و"خالياً" من العرب، ولمّح إلى أن جنرالاته أكّدوا له هذا الأمر.

كانت صفصاف، وتقع على بعد نحو 25 كيلومتراً إلى الشرق من عرب السمنية، في قضاء صفد، أولى القرى التي احتُلّت خلال عملية حيرام. وكانت هذه القرية مقر فوج اليرموك الثاني التابع لجيش الإنقاذ العربي بقيادة المقدم أديب الشيشكلي؛ وذلك استناداً إلى المؤرخ الفلسطيني عارف العارف. وقد سقطت قبل فجر يوم 29 تشرين الأول 1948. وفي اليوم التالي، 30 تشرين الأول، شهدت هذه القرية واحدة من مجازر عدة اقتُرفت خلال تلك العملية؛ فقد هاجمتها فصيلتان من السيارات المدرعة وسرية دبابات من اللواء شيفع (السابع).

وأطبقت على سعسع (وهي أيضاً في منطقة صفد، وعلى بعد 20 كيلومتراً إلى الشرق من عرب السمنية) قوات من الجبهتين الشرقية والغربية، على شكل كمّاشة، وذلك عند ظهر يوم 30 تشرين الأول تقريباً. وفي اليوم التالي، قال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي استشهدت صحيفة "نيويورك تايمز" بأقواله، إن عدة مئات من المدافعين في المنطقة قُتلوا، وعدة مئات آخرين وقعوا في الأسر. وجاء على لسان يسرائيل غاليلي، وهو رئيس الأركان العامة للهاغاناه سابقاً، أن "أعمال قتل جماعية" ارتُكبت في سعسع.

وبينما كانت وحدات من الكتيبة الأولى من لواء غولاني تتقدم على الجبهة الجنوبية لعملية حيرام، التقت وحدات من كتيبة عوديد متجهة شرقاً عند مفترق سحماتا. واستناداً إلى الرواية الإسرائيلية الرسمية، تصادم أهالي سحماتا والقوات الإسرائيلية الغازية. وجاء في "تاريخ حرب الاستقلال" ما يلي: "في البداية أظهرت قرية سحماتا مقاومة، لكنها احتُلَّت بعد أن طوّقتها سرية مشاة." وجاء في تقرير كتبه موظفو الأمم المتحدة الذين شهدوا العملية في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، أنهم وجدوا القرى حول ترشيحا (على بعد 2 كلم من سحماتا و10 كلم إلى الجنوب الشرقي من عرب السمنية) مهجورة، و"أفادوا أنه كان هناك نهب شامل للقرى وسرقة ماعز وخراف وبغال من جانب القوات الإسرائيلية." واستشهدت صحيفة "نيويورك تايمز" بتقرير الأمم المتحدة، وأضافت: "كان هذا النهب يبدو للمراقبين عملية منظّمة؛ فقد تم استخدام شاحنات الجيش. وقد تسببت هذه الحالة بموجة جديدة من اللاجئين إلى لبنان."

عند انتهاء عملية حيرام، في 30-31 تشرين الأول 1948، صدرت الأوامر إلى الوحدات المشاركة بتوسيع نطاق سيطرتها على امتداد الحدود مع لبنان، بعد أن نجحت هذه الوحدات في السيطرة على جزء كبير من الجليل الأعلى. ومن المرجح أن تكون قرية عرب السمنية احتُلت في تلك الفترة، عندما توجّه لواء عوديد غرباً نحو الشاطئ على الطريق الموازية للحدود. وفي 31 تشرين الأول، احتل هذا اللواء عدداً من القرى الأُخرى وضمنه إقرت وتربيخا.

 

مراجع مختارة:

العارف، عارف. "النكبة". ستة مجلدات. بيروت وصيدا: المكتبة العصرية، 1956 – 1961، ص 305.

The New York Times. 1 November 1948, 7 November 1948.

Morris, Benny. The Birth of the Palestinian Refugee Problem 1947-1949. Cambridge: Cambridge University Press, 1978, p. xiv, 217-19, 224-26, 230-31 ff., 237 ff., 350 (n. 37).

Nazzal, Nafez. The Palestinian Exodus from Galilee, 1948. Beirut: Institute for Palestine Studies, 1978, pp. 43-45, 95-96.

Israeli Ministry of Defense.Toldot Milchemet ha-Qomemiyyut [The History of the War of Independence]. Tel Aviv: Marakhot, 1959, pp. 321-26.