يصدر الكنيست التعديل رقم 3 لمرسوم مكافحة الإرهاب الصادر في 23 أيلول/ سبتمبر 1948. يلغي التعديل البنود (المعتمدة في التعديل رقم 2 بتاريخ 5 آب/ أغسطس 1986) التي كانت قد حظرت الاتصال بمنظمة التحرير الفلسطينية. يتيح التعديل رقم 3 فتح قناة المفاوضات الترويجية السرية.
كانت الفترة بين سنتي 1993 و1999 فترة ذات أهمية تاريخية بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، إذ منحت اتفاقية أوسلو سنة 1993 وإنشاء السلطة الفلسطينية لاحقاً في جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة ، الفرصة الأولى لممارسة الفلسطينيين بعض الحكم الذاتي الوطني على جزء من أرضهم. لكن استمرار العنف الإسرائيلي، وتوسّع المستوطنات، وعدم إحراز أي تقدّم في المفاوضات المتعلقة بقضايا الوضع النهائي الرئيسية، شكَلت عوامل أعاقت المسار الذي كان من المفترض أن يقود إلى تسوية سلمية نهائية.
وفي وقتٍ طالت المحادثات الرسمية الفلسطينية- الإسرائيلية التي كانت بدأت في
اكتسبت محادثات أوسلو خلال محاولة صياغة نص مقبول للجانبين، براغماتية لم تكن في مفاوضات واشنطن، فاتفق الطرفان على
أنهى الجانبان صياغة الاتفاق في 20 آب/ أغسطس 1993، ووقعا عليه في واشنطن في 13 أيلول/ سبتمبر 1993 في
في 4 أيار 1994، وقع الطرفان
في 24 أيلول 1995، وقعت إسرائيل ومنظمة التحرير اتفاقية "أوسلو 2 "، نصت على الآتي: انتخاب المجلس الفلسطيني؛ تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث فئات (المنطقة أ وتخضع للسلطة الفلسطينية مدنياً وأمنياً؛ المنطقة ب وتخضع إدارياً للسلطة الفلسطينية بينما تكون السيطرة الأمنية عليها في يد إسرائيل؛ المنطقة ج وتشمل ما لا يُحوَّل إلى السلطة الفلسطينية ويبقى تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة)؛ تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار الإسرائيلي من أراض تحوَّل إلى المنطقة أ (المدن الرئيسية) أو المنطقة ب (القرى المحيطة بها)، التزام إسرائيلي بمزيد من إعادة الانتشار "في مواقع عسكرية محددة" على أن تنفذ على ثلاث مراحل في فترة 18 شهراً بعد بداية أعمال المجلس المنتخب.
رافقت أحداث عنف عملية أوسلو
منذ انطلاقتها تقريباً، ففي شباط/ فبراير 1994، أطلق مستوطن إسرائيلي من الضفة الغربية النار على مصلين في المسجد الإبراهيمي
في الخليل
وقتل 29 منهم، وبعدها بأربعين يوماً نفّذت "
وإذا كانت اتفاقيات أوسلو امتلكت فرصة ما لإنجاز اتفاق فلسطيني- إسرائيلي دائم، فإن الإتيان نتنياهو إلى سدة رئاسة الوزراء دمّر هذه الفرصة، فهو من أجل تحقيق هذا الهدف لجأ إلى تكثيف بناء المستعمرات (على غرار هار حوما
/ جبل أبو غنيم
) وفتح نفق في البلدة القديمة في القدس
(الذي أدى إلى اشتباكات بين الشرطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي) وإقفال المؤسسات الفلسطينية في القدس، كما طالب الفلسطينيين بالمزيد من التنازلات (مثل أن ينعقد المجلس الوطني الفلسطيني
لإلغاء بنود
ومع حلول إيهود باراك من حزب العمل محل نتنياهو في تموز/ يوليو 1999 وتوقيعه مذكرة شرم الشيخ في 9 أيلول 1999، انتهى الأمر بسيطرة فلسطينية على 17% فقط من أراضي الضفة الغربية كمنطقة أ، وعلى 25% فقط كمنطقة ب، وبإبقاء 58% من أراضي الضفة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، بما يعادل أضعاف المساحة الكلية للمستعمرات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المسموح بها في اتفاقيتي أوسلو1 وأوسلو2.
أما محادثات الوضع النهائي التي كان مفترضاً بدْؤها في موعد أقصاه 5 أيار 1996، فقد تأجّلت مرة بعد مرة، ولم يتم -كما نصّت الاتفاقيات الأصلية- إبرام اتفاق سلام نهائي قبل 4 أيار 1999.
وفي مشهد قاتم، مع سيطرة فلسطينية على أجزاء مقطّعة الأوصال من الضفة الغربية وقطاع غزة، وإبقاء إسرائيل لنفسها السيطرة الكلية على مناطق السلطة الفلسطينية وعلى عبور الأشخاص والبضائع، واستمرار النشاط الاستيطاني المكثف، ودعم
وفي الوقت الضائع، عملت السلطة الفلسطينية على إنشاء مؤسساتها للحكم الذاتي، فأقامت دوائر للإدارة العامة بموظفين كانوا يعملون تحت الإدارة العسكرية الإسرائيلية وبجهاز إداري تابع لمنظمة التحرير في
ومع انهماك عرفات وحركة "فتح " في هموم إدارة السلطة الفلسطينية ومواصلة التفاوض مع إسرائيل، ومع التباعد طويل الأمد بين التنظيمات الفلسطينية المتواجدة في دمشق ، التي عارضت بحزم اتفاقيات أوسلو، والقيادات الفلسطينية في الداخل، توقّفت منظمة التحرير الفلسطينية عملياً عن أداء دورها ممثلةً للشتات الفلسطيني، وبدأ العديد من الفلسطينيين، ومنهم لاجئون في سوريا ولبنان كانوا في البداية مؤيّدين لاتفاقيات أوسلو ورحّبوا بإنشاء السلطة الفلسطينية خطوةً أولى نحو تحقيق الاستقلال الفلسطيني، يرون أن مسار أوسلو بمجمله لا يحمل أي أمل.